المحاضرة الاولى لقسم العلوم السياسية والادارية - المرحلة الثانية

سوف نتناول في الفصل الدراسي الثاني ادارة الموارد البشرية وسوف نتعرف في الفصل الاول على بعض المفردات المهمة في ادارة الموارد البشرية وفي هذه المحاضرة سنتناول التطور التاريخي لادارة الموارد البشرية

مقدمة

ادارة الموارد البشرية جزء اساسي في العملية الادارية وتخدم نفس الهدف الذي تخدمه الادارة بوجه عام فهي تهتم بالعلاقات الانسانية للعاملين وبما يضمن خلق التكامل والتوازن بين اهدافهم واهداف المنظمة التي يعملون فيها . الا ان صيغ هذه العلاقة بين رب العمل والعاملين مرت بتطورات عديدة عبر الزمن وان الصورة التي وصلت اليها ادارة الموارد البشرية اليوم هي نتيجة لعوامل اقتصادية واجتماعية وادارية وثقافية .

اولاً / حركة الادارة العلمية

لعل من ابرز التطورات التي ساهمت في تطوير ادارة الموارد البشرية في القرن العشرين هي حركة الادارة العلمية التي تزعمها فرديريك تايلر فقد اعطت حركة الادارة العملية تصورا محددا بين العاملين والادارة من خلال استخدامها المنهج العلمي في تحديد مواصفات الاعمال واختيار الانسان الافضل للعمل واستخدام دراسة الوقت والحركة وتحفيز العمال وتشجيعهم على اداء الاعمال وفقا للطرق المحددة وبالسرعة او المعدل المطلوب ـ وكان العمال يخضعون لرقابة لصيقة ودقيقة من اجل تحقيق هذه المعايير المحددة سلفا من الادارة ويترتب على من لايفي بتلك المعايير الطرد من العمل ومن يتجاوزها له مكافاة تشجيعية ولقي اسلوب تلير انتشارا واسعا في التطبيق في الولايات المتحدة واعتبر انذاك ثورة جديدة في ادارة الافراد والانتاجية وقد وافق منهج تيلر الذي لقب بابي الادارة العملية رجال الاعمال والادارة الذين راوا في استغلال الجهد الانساني هدفا جديدا في زيادة الارباح والانتاجية فالعمال متساوون مع عناصر الانتاج الاخرى مثل راس المال والمعدات والموراد الطبيعية . وكنتيجة لفلسفة الادارة العملية التي ركزت على معاملة الانسان في العمل كطاقة منتجه مثله في ذلك مثل الالة والموارد الطبيعية وان الانسان العامل هو رجل اقتصادي هدفه الاساس الحصول على المال نتيجة لذلك انحصرت وظيفة ادارة الموارد البشرية في المنشات على نشاطات التوظيف والتدريب والصحة والسلامة ولكن من منطلق تحقيق افضل انتاجية ممكنة من العامل بغض النظر عن ما اذا تحققت اهداف العامل او لا .

ثانيا : حركة العلاقات الانسانية

ادى تجاهل الادارة العلمية لاهداف العمال ورغباتهم الشخصية والعاطفية الى ظهور مدرسة جديدة في الفكر الاداري بعد سنة 1920 هي مدرسة العلاقات الانسانية .
بدأ تاثير هذه الحركة او المدرسة ياخذ مداه في تطوير ادارة الموارد البشرية نتيجة للتجارب والنتائج التي توصل اليها التون مايو وزملائه وهي المسماة بتجارب هوثورن حيث قدمت تلك النتائج مؤشرات جديدة للاسلوب الذي يجب ان تمارسه الادارة مع النشاط الانساني في المنظمات